التعليم مشكلة بيت من الشعر أم القصيدة بكاملها
بموضوعية
التعليم مشكلة بيت من الشعر أم القصيدة بكاملها
راشد محمد الفوزان
الخلاف الآن يفتح بمناهجنا الدراسية من جديد حول وجود بعض القصائد والشعر العربي الفصيح بمادة اللغة العربية أو النصوص أو غيرها, والعودة للشعر العربي القديم هو لا شك مميز ومشجع للعودة للأصالة العربية والشعر, حين يفتح ملف وجود الآن قصائد شعرية عربية فصيحة يصعب فهمها على الشاعر نفسه في زماننا فما بالنا في أطفال في رابع وخامس ابتدائي, هي نوع من الهدر العقلي للأطفال وتعبئة لهم بلا قيمة حقيقة ليس للدرس نفسه ولكن بسن مواد صعبة الفهم والاستيعاب طبقا للسن بهذه المرحلة, وهذا لا ينطبق على المواد التي تركز على الشعر والفصاحة والبلاغة, بل يمكن لنا توجيه نفس السؤال لمواد دينية لدينا لا مبرر لتدريسها, فمثلا مادة تفسير القرآن, وأرجو ألا نحول الحديث لكي نقل أنني أرفض أو لا أقبل هذه المواد, ولكن لماذا تدرس مادة تفسير القرآن بمراحلة المتوسطة؟ هل نبحث عن طلاب بأولى متوسط وثاني وثالث لكي يخرج مفسرا للقرآن, هذا أيضا نوع من إيجاد مواد لا تناسب هذه المرحلة, فهي للمراحل المتقدمة والمتخصصين لمن يريد لا نرفض هذه المواد ولا غيرها من المواد الدينية ولكن يجب أن تكون بمراحل الثانوي وما بعد أول ثانوي لمن يريد أن يتخصص فليعقد العزم ويتوكل على الله ويتخصص بمواد الشريعة والدين ونحن بمجتمع مسلم ولدينا جامعة الإمام وغيرها تدعم هذا الاتجاه بتخصصات عليا وغيرها.
يجب أن نبني أطفالنا من الابتدائي والمتوسط بمواد علمية وعربية ودينية, ولكن لا يجب أن يكون هناك ما يطغى بصورة تضع كل مراحلنا الدراسية دينية أو عربية أو علمية, نحتاج التنويع العلمي الحقيقي, وأن نمسك بكل العلوم, ولكن ما يحدث الآن من "حشو" وكم هائل من المواد يضع لدينا أسئلة لكثيرة لماذا كل ذلك؟ لماذا نأخذ أبناءنا إلى مدارس خاصة, لماذا نجد 30% من الطلاب والآباء يذهبون بأبنائهم إلى مدارس خاصة أهلية؟ الأسباب كثيرة ولكن من ضمنها المواد الكثيرة التي تعتبر غير ذات قيمة كمادة بهذه المرحلة أو تلك, فهم يخرجون في النهاية الدراسة وتخرجهم أنهم عاطلون ولا يضيفون إلى أنفسهم أو سوق العمل, لماذا نجد بطالة جامعيين. لماذا يتخرج الطالب والطالبة من الجامعة لا يستطيع فك حرفين من اللغة الإنجليزية, والمدرس الحكومي خاصة يشتغل بمواده على أسلوب الملخصات والحذف, وكل يريد أن يخلص وينجح الجميع ولكن نجده في النهاية لا شيء كقيمة علمية, الخطأ ليس مادة واحدة لدينا بل مواد كثيرة يجب أن يعاد النظر بها ومناهجنا, ولا ننسى المعلم, وليت الوزراة تنظر كيف يعملون ومن يلتزم ولا يلتزم وصراع المديرين مع المعلم, ناهيك عن الكفاءة لديهم, وطبعا لا أعمم ولكن نسبة كبيرة جدا, وأحد المديرين قال لي إنهم قد يصلون إلى النصف غير المؤهلين لكي يعلم الطلاب سواء بالتزام العمل أو الكفاءة, وأيضا المدارس وما تحتوي من مبنى وغيره, التعليم لدينا لا يقف عن بيت قصيدة, وبل يقف عند قصيدة كاملة لا قافية لها ولا وزن, تحتاج بناء من جديد وتعليماً من جديد.
|