عدم الغرق.
الغريب في الأمر أني لم أجد في جميع قصائد البدر وليس هذه القصيده فقط، مايتوارد مع خواطر غيره ويتشابه، والأجمل أن الطابع العام للقصيده نبيل ومتسامح، ومن أعلى وأرقى درجات الشاعرية، ويقال إن الحداثه كالماء المنهمر ما يسقط منه لايعاد ومن لم ينهل باستمرار من انهمارها المتواصل قد يفوته أو يغرق به ولا يستطيع احتوائه، أي المواكبة والتواصل المستمر، وهذا ما يستطيع البدر المحافظة والنهل المستمر من الانهمار المتواصل،
وعدم الغرق.
حبيبي من هو غيرك قد عشق فكره
طيف وخيال ونحولٍ يكسر الخاطر
ما حذرك عاذلك من غيه وسحره
ما قال قلبه خراب وموسمه باير
لا بر في دفتره لا شهد في حبره
لا ضي في غربته متبعثر وحاير
كني سمعتك وكل العين منتثره
دمعٍ صرختي ما بين السيف والحافر
لا تذبحونه ألم وأن طال به عمره
فاق بخياله جمال الماضي والحاضر
اللى طعنتوه خلوا شبر في صدره
يلقى به العشق وقت يقيم ويسافر
الكوكب اللي تقول الناس ياصغره
من كثر ما هو بعيد وشوفهم قاصر
لا تحسدونه خذا من خبزكم كسره
للجوع وأعطي شباب القلب والناظر
اللي قليله قليل ٍ فاض من كثره
واللي كثيره قليل الجوهر النادر
اصابعه وان حسبتوا كلها عشره
اصابعه وان حسبتوا مالها آخر
في كل ارضٍ حفروديناها ظفره
وفي كل صخر بياض عظامها نافر
كل ما انجرح شع نزفه واشتعل فكره
وكل ما بكى كل دمعه تولد بشاعر
|