ذكر التقرير السنوي لوزارة الخدمة المدنية أن عدد الموظفين الحكوميين 884 ألف موظف، بينهم أكثر من ربع مليون امرأة، لا أدري ما إذا كان هذا الرقم يعد كبيرا أم أنه أقل من المطلوب لتنفيذ الأعمال الحكومية في بلد مترامي الأطراف مثل المملكة، ويقطنه حوالي 24 مليون نسمة، ولكن الواضح ــ بالنسبة لي ــ أن أوضاع هؤلاء الموظفين لم تعد مثار حسد مثلما كانت في الأيام الخوالي، فالراتب المضمون أصبح مثل الريشة في مهب رياح التضخم!.
فيما مضى من الزمان كنت أستغرب من صورة الموظف في السينما المصرية حين تقول أم البطلة عن خطيب ابنتها: (يا خيبتك.. جايبه لي موظف؟!)؛ لأن الموظف في ديارنا كان شخصا محظوظا يشبه أولئك الممثلين في أفلام الأبيض والأسود المصرية الذين يقولون لبعضهم البعض: (إن فاتك الميري اتمرمغ في ترابه)، ولكن دارت الأيام، وأصبح الموظف عندنا يحاول التعلق بحبل يربطه بالطبقة المتوسطة، ويعلم أنه إذا لم يتشبث بهذا الحبل بكل قوته، فإنه سيسقط على سطح الطبقة الفقيرة.
تغيرت أشياء كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، أقلها أن الأسعار تضاعفت أكثر من عشر مرات خلال عقدين من الزمان، بينما لم تطرأ على سلم رواتب الموظفين زيادات مؤثرة ترد شيئا من جنون الغلاء، كما أن مسألة سكنه لم تكن مشكلة على الإطلاق، بينما هو اليوم في ظل الأزمة السكنية المتفاقمة يخصص جزءا كبيرا من راتبه للإيجار، وقد توفرت فرصة صغيرة لحل هذه المعضلة التي تضعط على الموظفين من خلال إقرار بدل سكن للموظفين الحكوميين يماثل بدل السكن الذي يحصل عليه الموظفون في القطاع الخاص، ولكن مجلس الشورى ــ سلمه الله ــ لم يتحمس لهذه الفكرة وقرر تجميدها في ثلاجته الكبيرة.
كذلك لم يكن لدى الموظف مشكلة حقيقية في الرعاية الصحية التي تقدمها المستشفيات الحكومية له ولأفراد أسرته، فقد كانت المستشفيات والعيادات الحكومية أفضل من المستشفيات والعيادات الخاصة، ولكن مع تزايد عدد السكان وتردي الخدمات الصحية ظهر مشروع الضمان الصحي للموظفين الحكوميين، الكل سيستفيد من هذه الفكرة: الموظف والمستشفى الخاص وشركة التأمين، وكذلك وزارة الصحة التي سيخف الضغط الهائل على مستشفياتها، ولكن معالي وزير الصحة وقف ضد هذه الفكرة منذ البداية؛ بحجة أنها لم تنجح في كندا!.. ربما لأن كندا باردة، ما دفع موظفيها لاستهلاك مخزون البلاد من أدوية الكحة.. الله يسامح كندا!.
الأستاذ خلف شكراً لك على افكارك وأرائك التي تلمس الجرح دائما وارى ان كتاباتك مزعجه للبعض بخلاف الغالبيه من الكتاب الذين يكتبون ما يسعد ال !!!!!!! ولكن اقول المقوله الشهيره ( صديقك من صدقك وليس من صدّقك )