في احدى السنوات نزلت قبيلة بدويه بالقرب من قرية بداح تربطه بهذه القبيله علاقات طيبه فخرج لهم وسلم عليهم
واعطاهم ما يحتاجون من مؤن من دكانه فرأى فتاة جميله في هذه القبيله اسمها هيا واعجبه جمالها فقرر بينه وبين نفسه ان يخطبها
ولما رحل البدو وعادو الى منازلهم في بداية الموسم ركب بداح وتبعهم ونزل ضيفا على والد الفتاه وخطبها منه
فاشترط الاب ان يأخذ رأي البنت لان بداح سوف يأخذها الى القريه اذا تزوجها وكانت الفتاه تجلس بالجزء الثاني من بيت الشعر بحيث ان بداح يسمعها فلم يكن بينهما سوى قاطع بيت الشعر الذي يفصل
مجلس الرجال عن الحريم وكان بداح يسمع حوارها مع والدها...فقال والدها : ان بداح يريد الزواج بك وسوف يأخذك الى القريه
معه فما رأيك ؟
اجابت الفتاة : الحضري زين تصفيح لايصلح لي ولا اصلح له
ولما عاد الوالد حاول أن يعتذر لبداح بأي طريقه وقبل بداح عذره وبات عندهم تلك الليله وفي الصباح الباكر وقبل ان يرحل بداح
الى قريته أغار قوم على اهل الفتاه واخذو حلالهم كله وابتعدو به ,وهم قبيلة الفضول
فصاح الرجال وهرع القوم لحاقا بأبلهم ولتخليصها من ايدي الغزاه . هذا كله وبداح جالس يشرب القهوه ولم يحرك ساكنا ..
والفتاه تنظر اليه بازدراء وهي تردد على مسامعه
وتقول : الحضري خيال نظره..!! اي بمعنى ان الحضري مجرد كشخة لاهتماهم بمظهرهم الخارجي
وهو لايلتفت لها ولما جاء الضحى عادت فلول القوم منهزمه لم تستطيع تخليص حلالها من ايدي الغزاه وفي هذه اللحظه تناول بداح سيفه ورمحه
وركب فرسه وغار بطلب الغزاه وحيداوالفتاه تنظر اليه ولما جاء العصر عاد بداح وقد هزم الاعداء وحيدا وعاد الحلال كاملا ومعه خيل الاعداء وبعضهم مأسور فتعجبت القبيله كلها من فروسيته وهو الضيف الذي لايلزمه شرع البدو بمناصرة مضيفه الا من باب النخوه فشعرت الفتاه
بالخجل لما قالت له فوقفت تصيح كأنها تعتذر
وتقول : قبلت الزواج بك
ولما وقف بالقرب منها انشد هذه القصيده ....
وراك تزهـد ياريـش العيـن فينـا......تقـول خيال الحضر زيـن تصفيـح
الله الاحـد يـا مـا غـزينـا وجينـا.....ويامـا ركبنـا حاميـات المشاويـح
ويامـا علـى أكـوارهـم اعتلينــا.....ويامـا ركبناهن عصيـرن مراويـح
ويامـا تعـاطـت بالهنـادي يدينا....ويامـا تقا سمــنـا حـلال المصاليـح
الطـيـب ما هـو بـس للظاعنينـا...قسم على كل الوجــيـه الـفـاليـح
البـدو واللـي بـالقـرى نازليـنــا...كلـن عطـاه الله من هـبَّـة الريـح
يـوم الفضـول بحلتـك شـارعينـا.....بالشلف ينحونـك سـوات الزنانيـح
يوم انجمر رمحي خذيـت السنينا.....وادعيت عنك الخيل صـمّ مدابيـح
هيـا عطينـا الـحـق هيـا عطينـا....وإن مـا عطيتينـاه والله لا صـيـح
أصيح صيحـة مـن غدالـه جنينـا.....وإلا خلوجن ضيعوهـا السراريــح
يا عود ريحانـن بعـرض البطينـا.....ومنين ما هب الهوا فاح لـه ريـح
لا خـوخ لا رمـان ولا هو بــتينـا....لامشمـش البصـرة ولاهن تفافيـح
وخـدن كما قرطاستـن في يمينـا....وعــيـون نجـل للمـشقـا ذوابيـح
صخـف بلطـف بـانهـزاع بلـينـا......يا غصن موزن هزعه ناسم الريـح
|
لما أكمل العنقري القصيده وسمعت الفتاه كلامه كما سمعه ابناء قومها أهدت نفسها اليه زوجه فرفضها كما رفضته
من قبل ...........وعاد من حيث جاء وتركها تعض اصابع الندم ......
وسلامتكم