منظمة إنكليزية تصف صاحبه بالفاشي والعنصري
غضب إسلامي من عرض فيلم ’فتنة’ المسيء للقرآن الكريم
وكالات – صوت الأقصى
أثارت إعادة عرض النائب الهولندي اليميني المتطرف جيرت فيلدرر زعيم حزب 'الحرية اليميني المتشدد' لفيلمه المسيء للقرآن الكريم 'فتنة' بمقر مجلس اللوردات البريطاني وأمام مجلس العموم، غضب مئات المسلمين.
ويأتي العرض على إثر تلقي صاحب الفيلم دعوة من مسؤولين بريطانيين في نفس المجلس، منطلقاً في ذلك ضمن نشاط منظمة 'وقف أسلمة أوروبا' وبدعم من 'رابطة الدفاع الانجليزية'.
وفي الوقت نفسه، ندّدت منظمات ومؤسسات وهيئات بريطانية وجمعيات حقوقية بزيارة النائب الهولندي للبرلمان، وطالبت وزير الداخلية عبر شكوى تقدمت بها بمنعه من دخول بريطانيا ووصفت في تظاهرات في لندن حزب النائب الهولندي بأنه نسخة من حزب الدفاع الآن-الذي شجًع عرض الفيلم- وان كلاهما يمثلان العنصرية والفاشية.
النائب الهولندي المتطرف الذي أكد قبل حضوره إلى بريطانيا وعرضه فيلمه أنه كان من المفترض أن يتم العرض في 2009 لكنه ألغي، وقال:'تلقيت دعوة من اللورد مالكولم بيرسون والبارونة كارولاين آن كوكس لعرض 'فتنة' في مجلس اللوردات في 5 مارس (آذار)، والرد على أسئلة البرلمانيين البريطانيين'، كما قال.
وكان فيلدرز قد منع من دخول بريطانيا وقتها بتهمة 'إثارة الكراهية'، حيث تعتبر الداخلية البريطانية أن تصريحات فيلدرز حول الإسلام والمسلمين تشكل 'خطراً على الأمن العام'.
ويقول فيلدرز إنه يريد من خلال فيلم 'فتنة' الذي يستمر 17 دقيقة تسليط الضوء على الطابع 'الفاشي' في نظره للقرآن، ويدعو إلى حظر المصحف ويشبهه بكتاب 'كفاحي' لهتلر، وهو -فيلدرز- مازال يخضع لحراسة مشددة لحمايته منذ تلقيه تهديدات بالقتل منذ خمس سنوات، حسب زعمه.
مظاهر الرد الإسلامي
وبالرغم من مواصلة حملات الغضب الإسلامي ورسائل الاستهجان والدعوات التي لا تتوقف خصوصاً عبر البريد الالكتروني ومواقع الانترنت المطالبة بالمقاطعة والعديد من الوسائل الأخرى، إلا أنها كلها على ما يبدو تحمل في حقيقتها مدلولات اليأس الإسلامي من حدوث أي عمل سياسي قادر على إيقاف التهجم الديني بكل أشكاله على شخصيات دينية وإسلامية مثل الإساءات المتكررة لشخصية وسيرة الرسول محمد 'صلى الله عليه وسلم' ورموز إسلامية عديدة.
وتبدو الحملات الإسلامية ومظاهر الرفض والدعوة إلى المقاطعة الاقتصادية هي أبرز الوسائل التي تسجل ضد ما يبث من أفلام ووسائل إعلامية وأعمال بمختلف الأشكال في ظل الغضب الشعبي العارم الذي يتجلى مع كل نشر لمثل ذلك، بداية بالرسوم المسيئة للرسول الكريم، مروراً بفيلم 'فتنة' الذي أنتجه النائب الهولندي اليميني المتطرف جيرت فيلدرز للربط بين القرآن الكريم والعنف والإرهاب، نهاية بفيلم كرتوني مسيء لزوجات النبي الكريم وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن.
يُذكر أن 'حزب الحرية' حصل على 27,14% من الأصوات في الانتخابات الأوروبية التي أجريت في حزيران (يونيو) 2009، متقدماً بفارق كبير على الحزب العمالي الذي حل في المرتبة الثانية بحصوله على 12,74% من الأصوات.
واستنكر وأدان الاتحاد الأوروبي الفيلم الهولندي، ومثل ذلك من قبل الأمم المتحدة، حيث استنكره أمينها العام بان كي مون، في ظل ذلك أيضاً تتواصل الإساءات للدين الإسلامي، ويتوقع متابعون أن يتكرر ذلك حيث يستبعدون تماماً أن يكون هناك أي تحرك سياسي على مستوى الدول الإسلامية لإيقاف ذلك والتصدي له بشكل حازم بالرغم من حوارات الأديان والجهود التي تبذل على المستوى الإقليمي والمنظمات المتفرقة لنبذ التعصب الديني والقومي.