أزواج نصابون» يكتفون بإجابة «ما عندي» للخلاص من طلبات زوجاتهم!
زوج يخفي أمواله في «درج» سيارته ويشعر زوجته أن رصيده في البنك خالٍ
الرياض، تحقيق-سحرالشريدي
يكتفي بعض الرجال بعبارة "ماعندي" للتخلص من طلبات زوجاتهم، وقطع الطريق أمام أطماعهن، مظهرين في الوقت نفسه فقرهم وعجزهم، رغم أنهم قادرون أحياناً على تلبية طلبات زوجاتهم، بل إن رصيدهم في البنوك يغطي كل هذه الطلبات.
الزوجات مصدومات كثيراً من هذه الكلمة المحبطة لهن، ويزداد ذلك حينما يشعرن أن أزواجهن قادرون على الدفع، ولكنهم فضلوا بقاءها في البنك على عدم صرفها..
خيره لغيرنا!
في البداية تقول "جواهر عبدالله" إن الرجل كثيراً مايقول "ماعندي، مطفر، جيبي فاضي" ويكررها على مسامعنا كثيراً، ويدعي بأنه لايملك شيئا ونتفاجأ بأنه يصرف أموالا طائلة في أشياء لا تعقل وأشياء ترفيهية لغير عائلته، وتكون إما للأصدقاء والزملاء،أو إيجارات للاستراحة أو وجبات غداء وعشاء لا أهمية لها، مشيرة إلى أن مثل هذا الرجل يجب الا يظهر شجاعته وثراءه أمام زملائه ويترك عائلته في حالة كسيفة.
وتشير "أم محمد" إلى أن الرجل بطبيعته لا يقدم لأسرته وزوجته وأبنائه كل مايطلبونه، لكنه لايمانع من الدفع إذا دعت الحاجة، وقالت: إن بعض الرجال لايهتمون بطلبات العائلة، حيث يصيبني القهر أحياناً جراء سلوك يعمد إليه زوجي، وهو اذا احتاج أي شخص من أصدقائه أو أحد أسرته فانه أول مايقدم له المبلغ زوجي، برغم حاجتنا الماسة له ونحن الأولى منه، وأتساءل كيف يساعد الغير ونحن نحتاج ذلك؟، مؤكدة على أن ذلك ادعاء للمثالية أمام غيره، ونحن عندما نطلب منه نسمع كلمه"جيبي فاضي".
جواهر: خيرنا لغيرنا! ،، أبو مشاري: طلباتكن ما تخلص..
السفر للخارج
كما تتذمر "أم حسن" من تهرب الرجل نحو هذه الكلمة، وتقول: إن زوجي دوماً يشعرنا أنه لا يملك شيئاً من المال، ويحاول أن يجعلنا نعيش بأقل من المستوى الذي نستحقه، بالرغم أني أعلم أن لديه من المال الكثير بحكم قوة راتبه، وأتساءل دوماً هل يجمع المال لكي يستثمره أو يشتري به شيئا يفيدنا مستقبلاً؟، ولكني تفاجأت أنه في إجازة الصيف يستخرج أمواله التي جمعها طوال العام للسفر مع أصدقائه وإمتاع نفسه، واعتبر ذلك أمرا سيئا جداً، ودليلا على الأنانية، وعدم الاهتمام بالمسؤولية، والسعي وراء رغباته وحاجياته فقط، مما يجعلنا نغضب كثيراً.
الخوف من الحسد!
وترى "دانيا عبدالله" أن بعض الأزواج يشعرون أن تلبية بعض الطلبات غير ضروري من وجهة نظرهم، وليس من وجهة نظر زوجاتهم، وبالتالي يمتنعون عن تقديم الأموال، ويدعون في الوقت نفسه أنهم لايملكون شيئاً، وفي الحقيقة لديهم الكثير.
من جانبها قالت "حياة سعود" إن بعض الرجال يخفون مالديهم من أموال رغم ظهور بوادر الخير عليهم، ويكتفي بنكران ماعنده، معتبرة هذا الشيء عادة وغريزة في الرجل وليس لها أي سبب مقنع أو واضح، وقد يكون خوفه من الحسد ممن حوله سببا في ذلك، كما أن حب الرجل للتملك واحتفاظه بماله وتحقيق رغباته خاصية له وحده، مؤكدة على أن من يمانع أويقصّر على أسرته هو رجل كاذب وزوج أناني.
وذكر "محمد سليمان" أن أثر إخفاء المال ليس على الأسرة فحسب، كذلك قد يكون له أثره على أصدقائه عندما يحتاجون لشيء ما ويبادرهم بالرفض التام وشكوى قلة اليد، وهم يعلمون أن لديه، ولهذا الأمر أثره السلبي الذي قد يجعلهم يتنحون عنه وقد لايصدقونه في كثير من الأمور، وليست المالية فحسب.
زوجة موظفة تتحمل مسؤولية الصرف على بيتها بعد تكرار مقولة زوجها ما عندي
نصاب "عيني عينك"!
وأوضحت "وفاء سليمان" أن هذا العمل يعتقد فيه الرجل أنه مبدأ صحيح، ويسنه على أسرته حتى لاتطلب الزوجة أو الأبناء إلا مايحتاجونه فقط، فيبادرهم أنه لايملك هذا المال.
وقالت:إن هناك الكثير من الرجال يحاولون أن يوهموا الزوجة بأنهم لايملكون شيئاً، وإذا أصرت الزوجة أو الأبناء وقدم لهم مايريدون من مبلغ برر لهم بأنه استدان "مبلغاً وقدره" لسد حاجتهم خلال الشهر، وهو في الأصل يملكه، ويضيق عليهم الشهر المقبل، متحايلاً عليهم بأنه سيسدد هذا المبلغ لصاحبه، وهو بالأصح يوفره لنفسه، ولا نعلم لمن يوفره، مطالبة أن يكون الرجل أكثر سخاء على أسرته، وان يبتعد عن مثل هذه الإجابات التي تقلل من شأنه وتجعل زوجته كذلك تشعر بأن زوجها غير قادر على توفير ماتتطلبه الأسرة رغم مقدرته وكذبه عليهم.
ويضيف "سلطان النفيسة" ان الرجل يخفي رصيده عن زوجته حتى لا تعلم بما لديه من أموال، وتطالبه بمصروفات تكون زائدة عن احتياجاتها أو احتياج المنزل والأسرة، مشيراً إلى أن ادخار المال يكون تحسباً لظروف قاسية قد تحدث.
وقال إن البخل صفة دنيئة، فربما اعتقد الرجل أن التقصير في الإنفاق على أسرته يزيد من أمواله ويضاعفها بهذا العمل، ولكن لن يجني من هذا التصرف إلا الحسرة والندامة.
كثرة طلبات الزوجة
ويوضح "أبو مشاري" أن امتناع الرجل عن دفع المال ليس مبرراً لحفظ مالديه،لكن قد يكون بسبب كثرة الطلبات من قبل الزوجة التي يرى أنها في غير محلها دائماً، ويحاول الامتناع عن ذلك، مؤكداً على أن جمع تلك الأموال هو لضمان مستقبل ابنائه وزوجته بعد مماته، ولايعني أن يقصّر عليهم. وقال: "أحفظ القرش الأبيض لليوم الأسود"، مشيراً إلى أن الرجل يكد ويعمل من أجل كسب المال وهو يعرف أين يضعه؟، ولو علمت زوجته بالمبلغ الذي جمعه ربما انتهى سريعاً!.
مواقف متناقضة
وتذكر "أم الجوري" أن الرجل دوماً ينطق بكلمة "ماعندي"، وخصوصاً إذا كانت زوجته تعمل، فيعتقد أنها تملك الكثير، ولايحق لها الأخذ من ماله بالرغم أن من حقها أن يصرف عليها،موضحة أن الرجل يكتفي بأمور قليلة فقط ويوكل المهمة على الزوجة بحكم عملها وما تقتضيه شهرياً، لكن المرأة قد تصرف على نفسها والبيت أكثر مما هو يصرف وتبقى أمواله مكدسة لغرض مبهم.
وعلى النقيض من ذلك تذكر "لمياء حزام" أن الرجل معروف عنه هذا الطبع، بالرغم انه ليس كذلك دائماً، مبررة ذلك من أن يكون الرجل لديه التزامات آخرى مهمة خلال الشهر، وعند طلب الزوجة لأمور تكون من وجهة نظر الرجل ليست مهمة مقارنة بدرجة الأهمية التي التزم بها، والزوجة تعتقد انه يملك المال، ويرفض أن يقدم لها أي مبلغ، مشيرة إلى أن طلب الزوجة للرجل في أول الشهر يختلف عن آخره.
وقالت:أعرف رصيد زوجي لكن لا أقوم باستغلاله لأي سبب كان ولا آخذ المال بدون علمه،بل اني أراعيه رعاية تامة وكأن مايملكه هو ما املكه فعلاً.