الانتصار على الأشباح
غزت الألعاب الالكترونية أسواقنا , وسيطرت على عقول أبنائنا وحملت ألينا عادات وثقافات بل عقائد مخالفه للإسلام , ولقد تميزت بتقنيه عاليه سواء في الأحداث أو في
الرسوم أو في الاثاره عن طريق الخيال في الإغراق العلمي والغير العلمي .
لقد كثر الطلب على شراء خذه الاجهرة في الاوانه الاخيره حتى لا يكاد يخلو بيت من جهاز أو أكثر من تلك الاجهزه . ولهذا اشعر بالحزن على أبنائنا رغم توفر وسائل الترفيه وتنوعها لكنهم حرموا من متعه الطفولة , واشعر أنهم لم يشعروا بها , إذ اللعب في حياة الطفل مهم جدا , واهم بكثير من توفير الكماليات والألعاب الالكترونية فقد كنت ألعابنا في السابق رغم بساطتها تشعرنا بالمتعة والإشباع وتحرك مكامن التفكير والنشاط الذهني والجسدي ولها أثرها في توليد الأفكار والطاقات المتعددة جسديا وفكريا وحركيا , في حين إن العاب أطفالنا اليوم تحبس كل الطاقات وتجمدها .
نحن كمربين تقع علينا مسؤولية تنميه وإعادة تلك الألعاب التي يحتاجها الطفل , والتي من أهمها اللعب بالتراب والركض والألعاب الذهنية التي تعتمد على التفكير , وتسهم في شعوره بالمتعة وعدم الملل , عكس الألعاب الالكترونية التي سريعا ما يملها الطفل ويبحث عن بديل ليشبع حاجته الى اللعب . وهناك قطاع كبير من الإباء والامهات يعلمون ما تحتوي عليه هذه الألعاب ولكنهم مع ذلك يتساهلون في جلبها لابنائهم بحجه أنهم صغار لا يعلمون شيئا .
هل بالفعل تخطت هذا الألعاب مرحله التسلية البريئة الى مرحله الإدمان , بحيث إن الطفل لا يستطيع إن يمر يوم دون الجلوس أمام شاشات هذه الألعاب مبددَا فيها جزءا كبيرا من ساعات يومه ؟!
أني أرى أطفالنا منكبين على هذه الألعاب واتاملهم بألم , فهل نضع أيدينا في أيدي بعضنا لنحررهم من هذه القيود .
متى نغرس مكارم الاخلاق في نفوس ابنائنا إذا كان لأهم لهم سوى الانتصار على الأشباح الالكترونية ؟!!
هذه دعوى للتعقل في ممارسه تلك الألعاب والحد منها .. وفق الله الجميع لكل خير ...
|