كان يتدرب فيه بالخفية.. والأندية لم تهتم بصفوة المواهب
الدريبي: الحارثي بدأ بالهلال وعاد إليه بعد 15 عاماً
المصيبيح
الرياض - حمد الصويلحي
أوضح فهد الدريبي الذي يعد مكتشف ومعلم مهاجم الهلال سعد الحارثي في المرحلة الثانوية أن الدنيا دارت وعادت بالحارثي مرة أخرى إلى الهلال بعد أن أخذ بيده عندما كان عمره 15 عاما وتدرب فيه لمدة ثلاثة أسابيع قبل أن يختلف مع مسؤول الفئات السنية في تلك الفترة فهد المصيبيح بالإضافة إلى رفض والد الحارثي فكرة تسجيله بالأندية وقال:
النصراويون استقبلوه ب 40 ألفاً.. والمصيبيح رفض تأمين سيارة له
"أشرفت على سعد الحارثي مدرسا للتربية البدنية عندما كان في الصف الأول ثانوي بمدرسة قرطبة الثانوية حيث كان من الأوائل ومتفوق دراسيا بشكل واضح وكنت أرى فيه الموهبة بكرة القدم فحرصت عليه في تلك الفترة ورغبت في أن يسجل بأحد الأندية لما يمتلكه من موهبة ومستوى مميز إذ كان سعد راغبا بذلك أيضا ولكن المشكلة أن والده كان رافضا لفكرة التسجيل بالأندية بعد أن اتصلنا به أكثر من مرة ولكنه رفض الفكرة تماما، وحصل أن شاركنا في بطولة مدارس على مستوى شرق الرياض ووصلنا للنهائي في مفاجأة كبيرة بالبطولة وكانت الأنظار متجهة لسعد وحاول الكثير اختطافه لبعض الأندية ومن ضمنهم مدرب الشباب نايف العنزي، ولكني قلت له انتظر ولا تستعجل حتى نجد الفرصة لتسجيلك وسنختار لك الصالح بإذن الله، فجازفت بضمه إلى أحد الأندية وقمت باستخراج بطاقة أحوال له ووافق على تسجيله في نادي الهلال عام 1419 ه إذ تدرب فيه بالخفية بدون علم والده لمدة ثلاثة أسابيع ولم يستمر بعدها لأسباب عدة إذ اجتمعت بالمسؤول عن الفئات السنية بالهلال في تلك الفترة فهد المصيبيح للحديث معه عن تسجيل اللاعب بعد أن أنهى ثلاثة أسابيع في التدريبات وقلت له أن منزل سعد في شرق الرياض وبعيد جدا عن النادي ويجب أن يوفر له وسيلة مواصلات إما بإعطائه سيارة أو توفير وسيلة مواصلات كباص النادي مثلا للتنقل حتى يستطيع على الأقل إقناع والده بالتسجيل لأنه من الصعب أن يتنقل لاعب عمره 15 عاماً بسيارة أجرة ستكون مكلفة ماديا وغير مريحة نفسيا وستزيد من رفض والده ولكن المصيبيح رفض ذلك ونقل لي وجهة نظر المدرب وعدم حرصهم على تسجيله إذ قال لي إذا أردت أن تأخذه معك وأنت خارج فلا مانع من ذلك بمعنى أنهم ليسوا بحاجة له".
الحارثي
وأضاف الدريبي: "بعد فشل تسجيله بالهلال اعتنيت به كثيرا بالمدرسة وكنت اجلس معه كثيرا وشاورني عن مستقبله وأنه سيخوض تجربة أخرى في نادي النصر فأكدت له أنه لاعب يملك امكانيات كبيرة وسيجد مكانه في المنتخب السعودي بإذن الله فأعطيته بطاقة الأحوال الخاصة به وقلت له اذهب وأخبرني عما يحصل لك خصوصا أن النصراويين قد لايتقبلونني بعد ما أخذته لنادي الهلال وأكدت له أنه يجب أن يراعي مسألة التنقل ويحصل على مبلغ يستطيع أن يشتري به سيارة تنقله من المنزل إلى النادي، وفعلا ذهب مع طالب نعرفه اسمه حمود ساكت الشمري الذي كان يلعب مع فريق حواري اسمه العسيري الذي كان قريبا من نادي النصر وقام بأخذه لتدريبات الفريق واستطاع اثبات نفسه واقناعهم بتسجيله بمبلغ 40 ألف ريال بعد ما استطاعوا اقناع والده الذي كثر الالحاح عليه وتشجع بقبول الفكرة بعد العرض المادي، وبالفعل بدأ سعد طريقه وأصبحت أتابعه ووضعته قائدا للمجموعة التي معي في المدرسة إذ أصبح يعطيهم التدريبات التي يؤديها في النادي وبعد عامين تقريبا سلك سعد طريقه بشكل جيد وثبت أقدامه في الفريق وانتقلت أنا من المدرسة ولم أتواصل معه بعدها إذ أصبحت أتابعه عبر الصحافة والانترنت فقط إلى أن واجهته في المؤتمر الصحفي الذي عقده بنادي الهلال بعد هذه السنوات الطويلة".
ويتابع الدريبي: "سبحان الله الدنيا دارت بسعد ثم عادت به إلى الهلال مرة أخرى بعد 15 عاما إذ لم يتوفق في البداية بالانضمام له وسارت الأمور لصالح النصر لتعود مرة أخرى إلى الهلال".
وتابع قائلاً: "سعد الحارثي تحدث عن عدم توفر الجو المناسب له مما دعاه للانتقال وكأن التاريخ يعيد نفسه حينما كنت مجتمعا به إبان دراسته الثانوية قبل دخوله لأي نادٍ وكان يشاورني عن النادي المناسب ليتجه إليه وقلت له أن الوضع الحالي في تلك الفترة بالنسبة للإدارات والبطولات والأجواء العامة تميل لصالح الهلال الذي يعد أفضل وأنسب لك خصوصا أن النصر كان يعج بالديون وبعض المشاكل على السطح واقتنع فعلا، ولكن لم يتوفق في تجربته بالهلال، وهي كانت مجرد نصيحة مني ليس لها علاقة بالميول سواء كنت نصراويا أو هلاليا، وأعتقد أن نية سعد صافية ويستحق كل خير ولايزال الطريق أمامه فعمره حاليا 27 عاما وباستطاعته أن يقدم نفسه ويعود لمستواه المعهود عنه باذن الله".
وأبان الدريبي أنه لاحظ الامكانيات الكبيرة والموهبة التي يملكها لاعب الوسط خالد عزيز خلال اشرافه عليه معلماً للتربية البدنية في أواخر المرحلة الثانوية إذ نصحه بالتسجيل بنادي الهلال وساهم في ذهابه إلى معسكر الفريق المقام بالطائف عام 1422 ه تقريبا إذ تم تسجيله في اليوم الثاني من دخوله بالتدريبات، وقال: "عزيز شخص طيب جدا ويحب كرة القدم بشغف وكان متعلقا بها أثناء دراسته بشكل واضح، وبالمناسبة فقد كان يتأخر ويغيب عن بعض الحصص حتى أثناء دراسته، وكل ما أتمناه حاليا من عزيز هو الاهتمام والتركيز والنظر إلى مستقبله وتفادي كل السلبيات الماضية من غيابات وتأخرات في ناديه السابق الهلال وأن يجتهد في التدريبات وينضبط فيها مع فريقه الحالي الشباب حتى يؤمن مستقبله خصوصا أنه رجل لديه عائلة ومسؤوليات كبيرة يجب أن يراعيها".
عزيز
وعن ندرة المواهب في السعودية بالوقت الراهن خصوصا أنه معلم ومكتشف للكثير من اللاعبين كسعد الحارثي وخالد عزيز أبان الدريبي:" أعتقد أن التقنية الحديثة كالبلاك بيري وأجهزة الكمبيوتر المحمولة قتلت المواهب بعدما اعاقت كثيراً من شبابنا عن لعب كرة القدم وساهمت في عدم وجود ملاعب بالحواري فالأطفال اصبحوا ملازمين لغرفهم ومستمرين أمام هذه الأجهزة، وحتى في حصص التربية البدنية تجد الكثير من الطلاب منشغلاً بها ولايلتفت للرياضة، كما أن الأندية الرياضية تتحمل جزءاًََ كبيراً من المسؤولية فأنا مسؤول عن اللجنة الفنية في مكتب التربية والتعليم بالسويدي ونحن نقيم دورات رياضية للمدارس الثانوية في نادي النصر والمتوسطة في نادي الهلال حيث قمنا باحضار اللاعبين الى الأندية ولكن لم نجد الاهتمام من مدربي الاندية بحجة أن تدريبات الفريق تقام العصر والمدرب لايتواجد في وقت الصباح فأنا لا ألوم الكشافين بل ألوم الأندية التي يجب أن تقوم باجبار مدربيها بحضور هذه الدورات المدرسية التي تقام بالنادي بشكل منتظم في فترات محددة بوجود صفوة لاعبين المدارس الثانوية، فليس من حقي أن أقوم بالذهاب إلى سكن هؤلاء المدربين وإيقاظهم للحضور للنادي لأن هذا من عمل الأندية التي يجب أن تعتني بهذا الأمر وتجبرهم على الحضور".