زحمة .... أين الحل ؟
حمد عبدالرحمن المانع
يعاني الكثيرون من الزحام وخاصة ازدحام السيارات في الشوارع ، ,والازدحام قضية عالمية عامة فلا يخلو بلد لايعاني منها بنسب تتفاوت وفقاً لاحتراف الدول في التعامل مع هذه الظاهرة والتي تبدو طبيعية عطفاً على كثرة المنتجات وزيادة أعداد المستهلكين لهذه المنتجات وكذلك تسهيل الحصول عليها وهي السيارات طبعاً ، وفي اعتقادي فإن المسألة في جانب منها ترتبط بالتنظيم أكثر من التعامل الميكانيكي التقني من طرق وجسور وأنفاق وإشارات ولاشك ان انشاء المزيد من الطرق والانفاق والجسور له تأثير كبير غير ان هذه المسائل تتطلب وقتا ، وكلما حققت دولة من الدول مزيداً من النجاح في التنظيم ساهم هذا الأمر في بسط نوع من الانسجام والتناغم مع الخطط الرامية الى تحقيق الأهداف ، وأعني بذلك السائقين والجهات المنظمة والممثلة بالمرور ولاتشعر حقيقة بغياب الانسجام والافتقار إلى المزيد من التنظيم الا حينما (تربص انت والموتر ) في أحد الأنفاق والمسبحة في يدك والجوال في اليد الأخرى فإذا كنت تسمع صوتاً يشبه صوت فحيح الزواحف فلا تظن انك اقتربت من غابة ، اوانها انطلقت من مخابئها بل ستشعر بأصوات السيارات الواقفة وهي تنتظر اشارة المرور التي لاتراها قياساً على المسافة البعيدة وهنا ( وسع صدرك ) واعبث بأكبر قدر من شعرات الشنب الى شعر اللحية مروراً بالحواجب عدا عما تحمله من اجهزة والحسابة بتحسب وانت تحسب الدقائق التي ربما تتمدد وتتمغط وتتمطط وفقاً للوضع الراهن .
المرور يبذل جهداً في الواقع يشكرون عليه متابعة ورؤية وتركيزا ، محاولات جادة في التسهيل والبحث عن حلول ، طبعاً المرور لا يملك عصا سحرية لكي يفرق أرتال السيارات لاسيما إذا حصل احتكاك بسيط ولا يذكر بين سيارتين ، وهم - أي الأطراف - قادرون على حلها بمنتهى الأريحية والمرونة ، خصوصاً وأن المركبات مؤمن عليها وهو ما يستوجب إبداء أكبر قدر من المرونة من شركات التأمين كذلك للتخفيف من الزحام ، ألا يكفي أن يصور الاحتكاك البسيط بكاميرا الجوال ويرسل عبر النت إلى شركة التأمين لكي تؤدي واجبها من واقع الالتزام الأدبي وتسهم في فض هذه الجلبة التي ربما لا تتجاوز تكلفة إصلاح السيارات خمسمائة أو ألف ريال او على الأقل ازاحتها وركنها لكي لايتعطل الشارع بأكمله بل ان الاحتكاك يمكن ان ترصده كاميرات المرور ويتم تصويره ، هذا جزء، وجزء مهم في سياق التنظيم وسأتجاوز هذه المسألة التي أرجو أن تؤخذ بعين الاعتبار إلى مقترحات قد تسهم في دعم جهود المرور ، وسأطرح ثلاثة مقترحات علها تسهم في التخفيف من هذه المعاناة التي ترهق الجميع .
النقطة الأولى تتعلق في تنسيق مواعيد إقامة الندوات والمؤتمرات والمناسبات المختلفة لا سيما ما تضمه تلك الاجتماعات من أعداد كبيرة فعلى سبيل المثال يستطيع المرور أن يسهم في التوجيه واقتراح الموعد المناسب عطفاً على رؤيته الشاملة وعلمه المسبق بمواعيد عقد هذه الاجتماعات والمناسبات ، فعلى سبيل المثال يكون المرور على علم مسبق بتنظيمها خصوصاً التوقيت وعلى ضوئه يتم التنسيق بحيث لا تقام مثلاً أربعة أو خمسة اجتماعات في منطقة واحدة وفي توقيت واحد ، هنا لا شك أن المخارج المؤدية لمواقع الاجتماعات ستكون مزدحمة وهذا شيء بدهي مما يؤثر في تكدس السيارات في الطرق المتجهة إلى ذلك الموقع ، المرور على علم مسبق والتواصل يتم بسهولة رسالة عبر الانترنت لا تستغرق ثواني معدودة تشير الى اعتزام الجهة اوالفرد اقامة هذه المناسبة او تلك وهكذا يستطيع المرور أن يوصي باقتراح ! الموعد المناسب اما بتقديمه أو تأخيره وفقاً للحركة وطبقاً لإلمامه بالمواعيد الأخرى التي يستقبلها الموقع بوقت كاف وهذا ايضاً يخدم المنظم لهذه المناسبات لأنه هو الآخر يبحث عن التيسير بهذا الخصوص ،
النقطة الثانية تتعلق بالإذاعات الجديدة والمرخص لها حديثاً والتي ستبدأ بثها قريباً بإذن الله إضافة إلى قنوات ام بي سي والتي تسهم مشكورة أيضاً لا سيما في الصباح في التواصل وبث الرسائل التي ترتبط بحالة المرور ، ويرتبط المقترح في الواقع بين المرور من جهة والإذاعات من جهة ، طبعاً الإذاعات تعمل على مدار الساعة وجهاز المرور كذلك والتواصل المباشر عن طريق الإنترنت يسير وسهل ورصد الحركة من واقع تقنية الخرائط الالكترونية المتقدمة تعطي مؤشرات دقيقة بمكان وزمان حدوث الاختناق المروري فلو يتم إرسال رسائل سريعة لا تتجاوز ثواني معدودة بعد كل موجز أنباء بأن الطريق رقم كذا في مدينة كذا يعاني من اختناق مروري يرجى استخدام البدائل وخصوصاً في وقت الذروة وهكذا دواليك فالكل او الأغلبية ستصلهم هذه ! الرسالة لكي يغيروا المسار ويستخدموا الطرق البديلة وهذا أيضاً سيخدم الإذاعة على اعتبار أنها تستهدف كذلك مستمعين فكيف إذا كانت ستخدم المستمع بهذه الخدمة الوطنية ناهيك عن اهمية هذه الرسائل في مواسم الأمطار لتجنيب السائقين مشقة الطريق وقضاء مصالحهم بيسر وسهولة ،اضف الى ذلك ايضاً رسائل الجوال التي اصبحت مهمة ومهمة للغاية لاسيما في هذه الظروف فلماذا لايتم تفعيل خدمة التنبيه وان تكون ضمن اشتراك ورسوم رمزية لكي تغطي تكاليف هذه الخدمة ؟.
النقطة الثالثة ترتبط حقيقة بالقائد نفسه وأعني قائد السيارة أنا وأنت والثاني والثالث من جهة والمرور من جهة اخرى وهو الوقوف العرضي أمام المحلات إما نتيجة كسل لكي لا يمشي مسافة قصيرة وهو يتأوه ( ويحنحن ) بالليل والنهار من الزحام وهو سبب فيها ومسؤولية المرور في هذه الحالة التشديد ومنح مخالفات للذين يتوقفون ولو دقائق فهذه الدقائق كفيلة بتعطيل الآخرين الذين تهمهم دقائقهم كما تهمك دقائقك، ولا ريب ان التطوير والتخفيف من معاناة السائقين هدف يسعى الى تحقيقه الجميع بتعاون الجميع .