أذهلني حسن الـ«تكتيك» واستغلال الموارد الطبيعية لدى شباب القصيم الذين تحدوا «ساهر» ذلك الشبح المترصد بمواد أولية بسيطة لا تعدو كونها «حديدة وسلك»!
ولن نستغرب من أن أمثال أولئك الشباب يمتلكون القدرة على التصميم والابتكار وإيجاد الحلول لمعضلة بحجم «ساهر»، حين نعلم أن معظمهم لا يملكون القدرة على سداد مخالفات ذلك الساهر خاصة إذا ازداد الطين بلة بمضاعفة تلك المخالفات.
راقتني كثيرا طريقتهم تلك، والتي تدل على أن هناك العديد من المواهب الفيزيائية الكامنة والمكبوتة لدى شبابنا – رعاهم الله -، وهم فوق ذلك ليسوا بحاجة إلى مراكز لرعاية وتنمية القدرات، فهم مكتفون «ذاتيا» وقادرون على أن يضيفوا لقاعدة «الحاجة أم الاختراع» قاعدة تمثلوها عملا لا قولا «الضرر أبو الحلول»!
ولعل البخاخ العاكس للضوء وغير المرئي للعين، الذي يرش على لوحات السيارات ليقف درعا مضادا من تصيدات ساهر، يجسد مثالا آخر للحركات المضادة لساهر، والمترفعة عن طيش المحاولات العابثة لإتلاف كاميراته بطريقة غير حضارية.
لمعظم شبابنا قصص كفاح تطول وتطول حول المعاناة مع ساهر.. ساهر البشري الذي كان يرقبهم في مدارسهم وخصوصا أيام الامتحانات، حيث كانوا يجدون الحلول والطرق التي «تشيب» المدرسين دون أن يقبضوا متلبسين.
قصص الكفاح مع ساهر إذا قصص ذات «جذور»، وإذا ما سهل النفاذ من ساهر البشري الذي يملك العقل والسمع والبصر فلن يستعصي على شبابنا – بإذن الله - النفاذ من ساهر الإلكتروني الذي «لا يهش ولا ينش» ولا حول له ولا قوة!
نحن لسنا ضد ساهر «الرصين» إذا ما كان مقتصدا في مخالفاته وموضوعا في أماكن يكون القصد منها الكشف عن الأخطاء لا تصيدها، لكن مادام «ساهر» مخالفا لنظام المرور فيما يخص المضاعفات كما ذكرت صحيفة «سبق»، وما دام «ساهر» مستحقا لوصفه بـ «كاسر» لظهور شبابنا لن نستغرب قيام أمثال تلك الظواهر المضادة له.
ألم يحن لشبابنا امتطاء ظهور الخيول؟!
محبكــ
ابو مشعل
